تحدي القراءة وحديث عن الندم
في مطلع كلّ عام أتنشّط لوضع رقم لعدد الكتب التي أنوي قراءتها، وأنظر إلى تقدّمي بعد مرور ستة أشهر، هذا من باب التحفيز، فحين تضع لنفسك مراتب ترقاها في أي عمل فإنك تتحمّس لإنجازه.
السنة الماضية أنهيت واحدًا وأربعين كتابًا، وقد تأخرت وأظلّتني نهاية العام قبل أن أستوفيَ الأربعين، فنحوتُ إلى الكتب الصغيرة، وكانت فيها فائدة.
نظرة سريعة إلى عام ٢٠٢٤ القرائي، أجد أولًا أقصر كتاب قرأته كان كتاب الدارات للأصمعي، وهو كتاب يذكر فيه الأصمعي الدارات جمعُ دارة، وهي المكان المتسع بين جبلين، يقع الكتاب في تسع صفحات. وأطول كتاب كان الجزء الثالث من أغنية الجليد والنار عاصفة السيوف، كتاب مهم في السلسلة، يقع في جزأين، بمجموع ستٍّ وسبعين ومئتين وألف صفحة.
أشهر كتاب قرأته وقرأه الناس رواية مباريات الجوع the hunger game لسوزان كولنز، يعرفه أكثر من ١٢ مليون قارئ! وأغمر كتاب قرأته كان ديوان عَبيد بن الأبرص، يبدو أنه لم يقرأه غيري على موقع Goodreads.
أول رواية قرأتها في عام ألفين وأربع وعشرين كانت البطل الصغير وقصص أخرى لدوستويفسكي، أذكر تلك الفترة كنت متعبًا وتركيزي واستيعابي لما أقرأ كانا يُجهدان أعصابي.
وآخر كتاب قرأته في تلك السنة كان ديوان طرفة بن العبد، وختمت السنة على ذلك، ووضعت الهدف الجديد لعام خمسة وعشرين؛ أربعين كتابًا، فهل قرأت نصف العدد اليوم وقد انتصفنا العام؟
بعد مرور ستة أشهر، قرأت ستة كتب فقط، والسبب أنني بداية السنة مررت أيضًا بظروف منعتني من الاسترسال في القراءة، فتأخرت قراءاتي كثيرًا والله المستعان، لم أزل أحاول العودة إلى سيري الطبيعي.
حاولت قراءة كتبٍ سهلة كروايات أجاثا كريستي وكان لها أثر جميل جيد حقيقة، قرأت لها (جريمة عيد الميلاد)، و(جريمة في قطار الشرق)، يا سلام على رواية (جريمة في قطار الشرق) برعت فيها أجاثا براعةً قلّ نظيرُها. يعين الله على إتمام الهدف، الهدف ليس مطلوبًا لذاته، ولكنه تسلية جميلة على موقع Goodreads.
حين يمرّ الإنسان بظروف ويتجاوزها فعليه ألا يلوم نفسه على التأخر، وينسى ظروفه التي تسببت تأخّرَه، بل يعذر نفسه، ولا يقول: لو فعلت كذا لما كان كذا، وتذكر قول ابن مسعود: لئن أعضّ على جمرة حتى تبرد؛ أحبّ إلي من أن أقول لشيء قد قضاه الله: ليته لم يكن.
وهذا الأمر في الحياة كلها، لا تتحسر على ما مضى وتندم عليه، وتذكر أنك لم تفعل ما فعلت اعتباطًا وإنما كانت حياتك تدور في مدار مختلف عما تدور فيه اليوم.
بعض الناس يستسخف تصرفاته أيام الكورونا، ويقول: كيف كنا نفكر حين كنا نغسل المؤن حين تصل من السوق؟ كنا في الكورونا في حالة من الهلع أو الخوف من المجهول، والخائف من المجهول يطمئن نفسه بأمرين: إما أن يترك الخوض في المجهول، وهذا متعذر في جائحة شملت العالم كله، وإما أن يحتاط حتى يطمئن، وهذا ما كنا نفعله في الكورونا، فلا تستسخف تصرفاتك بعد انكشاف الغمة ومعرفة الأمر على وجهه الصحيح.
تحفيز النفس بوضع عدد لكل عام مهم جدا ولا يعرف قيمته إلا القراء المواضبون على القراءة.
ردحذفصدقت، في نهاية العام الماضي دفعني ما تبقى من هدف القراءة إلى تكثيف القراءة، فقرأت في شهر ما لا أقرؤه في ثلاثة أشهر، فهو محفز قوي 👍🏻
حذفهناك نصيحه سمعتها وهي أن تتخصص في القراءة و تجعل قراءتك منهجية لاكتساب الفائدة عشان المعلومات تمر كرارا و تكرارا بس هذا بعد ما تكسب ثقافة عامة
ردحذفنعم النصيحة 👌🏻💐
حذفكلامك الأخير عن الكورونا واستخفاف الناس فيها بعد ما عدّت، ذكرني بعبارة: "ينزل بالعبد الأمر فيدعو فيصرفه عنه، فيأتيه الشيطان فيضعف شكره، فيقول: إن الأمر كان أيسر مما تذهب إليه".
ردحذف